فسألتها والدتها مرة اخرى:- ماذا حدث لكى تسألين هذا السؤال ؟
ظهرت نبرة التوتر فى صوت اية وهى تحكى لها ما حدث سابقا بالتفصيل .. وبعد استماع والدتها لما حدث بدأ يظهر عليها شئ من شرود الذهن حيث بدأت تسترجع ذكرياتها المؤلمة فى وفاه زوجها رحمه الله واستمر ذلك لعده لحظات حتى قطعته اية بسؤالها :- ما سر كل هذا ..؟
وبدا صوت اية حين القاءها لهذا السؤال شئ من التوتر والانفعال حيث قضت عدة ايام متواصلة فى قلق دائم لم تشعر به قط ..
فردت والدة اية عليها بصوت خافت وكأنها خائفة من شئ ما :- قبل وفاه والدك بعدة سنوات اهتم جدا بصناعة تلك الالكترونيات التى بامكانها ان تستمد طاقتها من الطاقات الطبيعية المتجددة مثل الشمس والرياح وفى ايامه الاخير اخبرنى بانه قد اوشك على تحقيق ما يهدف اليه منذ سنوات ..
بدأت اية تربط كلام والدتها بما قاله احمد لها
اكملت والدة اية حديثها:- ولكن بعد ذلك قضى والدك اكثر من 48 ساعة فى مكتبه وهو يرفض تدخل اى شخص فيما يفعل .. فكان قليل الكلام والاكل كما انعدمت ساعات نومه فى ذلك الحين.
حتى دخلت مرة لاقناعه بالراحة حتى وجدته ملقى على الارض وبجانبه كرة معدنية غريبة الشكل واللمعان وبعد ذلك نقلته لغرفته حيث استدعيت الدكتور الذى اخبرنى وقتها بانه قد لفظ انفاسه الاخيرة
بدأت الدموع تنهال على وجهه اية حيث حاولت والدتها التماسك امامها وربطت على كتفيها برفق لمواستها
وعندما بدأت اية تهدأ مرة اخرى حيث سألت والدتها:- وماذا عن الكرة المعدنية ...؟
اجابتها والدتها :- كان امر هذه الكرة غريب للغاية فقد كانت تظهر وتختفى بصورة خفيه ولكننى لم الق اهتماما بهذا الموضوع من قبل
انتهى الحديث بينهما واتجهت حيث تنام وهى تفكر فى عدد الايام السابقة وما حدث بها من احداث غيرت من روتين حياتها تماما..
ولكنها فى تلك اللحظة قد اطمئنت بعض الشئ بما اخبرته لها امها من حيث رجوع هذا الشئ المعدنى فى مكانه فى حجرة المكتب بين الحين والاخر
استيقظت اية فى يوما اخر فى الصباح الباكر و اتجهت نحو الشباك حيث تشاهد منظر الشروق كما احبت دائما تراه .. وإذ هى فوجئت بأحمد هو يتجه الى بيتها من بعيد فأسرعت وهى تهبط درجات السلالم لكى تستقبله عند باب المنزل لتقول له ببتسماتها الجميلة :- صباح الخير يا أحمد
رد عليها احمد بصوت مخنوق : صباح النور يا عزيزتى
قالت له اية :- مالك يا أحمد ..؟ فهل من جديد ..؟
اومأ برأسه ايجابا وعبرت لحظات صامتة حيث تابع هو : قضيت ليلتى السابقة فى البحث على مواقع الانترنت عن تلك الابحاث مثل الذى كان يقوم بها والدك رحمه الله وسألت اكبرالعلماء فى هذا المجال حتى توصلت لحقيقة قد تكون خطيرة جدا .. وصمت لحظة حيث كانت اية شديدة المتابعة له فاضاف : توصلت الى ان هذا النوع من الاختراعات قد يصيب البشر بالوفاه ولكنه لم تحدث تلك النتائج قط الى هذا الوقت..
بدأ يظهر على وجهه اية القلق لمحاولتها لربط كلامه بكلام والدتها فى الليلة السابقة
طال الصمت بينهما حتى قطعه احمد بقول :- ما بك ...؟
قالت له :- كلامك ليس كله صحيح
فرد عليها بتعجب :- كيف هذا ..؟
فقالت له :- لان تلك النتائج تحققت منذ 8 سنوات .
بدا على وجهه الاستغراب وهو يقول لها :- كيف ذلك..؟
فبدأت تروى له ما سمعته من والدتها ليلة امس وعندما بدأت تنتهى من كلامها قال لها هو :- اذن فعلينا الان ان نوقفه عن الحركة وباى طريقة
فقالت له :- ولكن كيف..؟ فهو مختفى الان .. وحتى لو ظهر كيف نقوم بذلك ..؟
بدأ احمد يفكر فى صمت عن حل لتلك المشكلة خاصا وذلك الشئ غير معروف مكانه ولا امكانية رجوعه من عدمه
وبعد عدة ساعات من التفكير قال احمد :- لو اننا منعنا هذا الشئ من استمداد طاقته فإنه سيصبح مثل اى شئ معدنى اخر وتتوقف حينذاك حركته تماما .
فقالت له :- صحيح ما تقول .. ولكن متى سوف يستطاع تطبيق هذا
عاد الصمت مرة اخرى فى حين تحرك احمد نحو حجرة المكتب وفتح بابها فإذ هو فوجئ....
.
.
بهذا الشئ موضوع فى مكانه بالحجرة . فتراجع مرة اخرى واعاد رتاج الباب مكانه ببطئ شديد وتراجع ليخبر اية بما رأى حيث اتفق معها لتراقبه من فتحه الباب الصغيرة حتى يعود هو
فسألته :- الى اين ستذهب الان ..؟
فقال هو لها :- ستعلمين الان ولكن نفذى ما قلت ما قلت وتحرك نحو باب المنزل ثم تابع كلامه له ليقول لها بمنتهى الحدة :- وبدقة
رغم تلك اللهجة الجافة التى تحدث بها ولكنها نفذت ما يقول حيث كانت تثق به ما يكفى تلك الدنيا من الثقة..
واثناء مراقبتها له من تلك فتحة الباب لمحت باب شرفة الحجرة يتحرك ببطئ شديد لينغلق فقد كان احمد هو الذى يقوم بذلك من الخارج لوجود الحجرة بالطابق السفلى للمنزل
ظلت اية تراقف تلك الموقف حتى انتهى وانغلق باب الشرفة تماما وانتظرت فى مكانها حتى عاد لها احمد ببتسامة ليعلن نجاحه فى ما كان يهدف ليه
فاغلقت هى باب الحجرة وسألته :- ماذا علينا فعله الان ..؟
رد هو عليها :- الان نضمن انه لا يحصل على طاقته منذ الحين ولكن لا اعلم متى سينتهى هذا الوضع ....
مرت الساعات والساعات وبعدها الايام والايام فى حين تابع احمد واية مراقبتهم لتلك الكرة من فتحة للباب باستمرار حيث توقفوا عن النوم تماما .. حتى تناول الطعام والشراب فكانت غايته الوحيدة عندهم هى الاستمرار على قيد الحياه ليواصلوا عملهم
واخيرا وبعد مرور اكثر من ثلاثة ايام على ذلك الحال بدأ هذا الشئ يتحرك بعد سكون تام استمر لهذه المدة ..
تحرك هذا الشئ ببطئ ليتجهه الى اقرب مكان يؤدى الى حيث يجد الهواء والشمس كما اعتاد هو ليستمد طاقته وهو باب الشرفة ولكنه كان مغلقا بالطبع فارتطم به بعنف
ومن تلك اللحظة بدأ هذا الشئ يبدى تصرفات غريبة وبعنف شديد .. حيث تحركت اية فجاءة الى الخلف بسرعة مخيفة من اثر المفاجأة فكادت تسقط على ظهرها ولكن احمد لحق بها وامسكها لتتفادى السقوط ..
نسيا كلا منهما للحظات ما كانا يفعلان وظلا ينظر كل منهما للاخر .. حتى ارتبكت اية فى لحظة ما واتجهت نحو باب غرفة المكتب لتواصل المراقبة لمحاولة السيطرة على ذلك الموقف فى حين انه لحق بها ليتابع المراقبة هو الاخر .. فاصبحوا منفعلان لما يحدث داخل الغرفة من ذلك الشئ فقد دمر الكثير من محتويات الغرفة والكتب والمعدات تناثرت داخل الغرفة
وكلما مضى من وقت زاد انفعال اية واحمد معه وفجاءة وبدون اى مقدمات سقط ذلك الشئ بارضية الغرفة وهدئت حركته تماما
مظلا يراقبانه لفترة ما حتى تأكدوا من عدم حركته مرة ثانية فتقدم احمد ليدخل الحجرة ببطئ وتابعته اية فى حظر وكأنها تحتمى به واستمر يقتربان منه حتى لاحظ احمد انطفاء بريقه تماما الذى كان يميزه فيما سبق فاقترب منه اكثر ليمسك به ويرفعه لفوق المكتب . فوجده خشن الملمس. فظل ينظر اليه بحيرةحتى قال لأية :- انها نهايته حتما
ثم صمت لحظة واضاف :- الحمد لله لقد تخلصنا من خطر خفى كان يمكنه ان يدمر أناس شتى
بدأت اية لتعيد ترتيب محتويات الحجرة التى دمرت فتدخل احمد لمساعدتها حتى انتهوا من اعادة ترتيب الحجرة الى حد ما .. نظرت اية لاحمد فلاحظت عليه الارهاق الشديد فكان من الواضح انه مرهق حقا حتى انه فجأة سقط ارضا فاقد الوعى .. فصرحت اية :- احمد .. احمد ماذاحدث لك..؟
فى تلك اللحظة تخيل لها ان تلك الكرة اخذت منها كل ما عشقته قلبها وارتاح له .. فظلت اية تبكى بحرقة حتى دخلت عليها والدتها التى اندفعت نحو بسرعة بعد رؤيتها لما حدث له وبدأت تحاول فحصه .. فقالت حينذاك بشئ من الارتياح اطمئنى يا ابنتى انه مجرد ارهاق لاستمراره فى العمل طوال تلك الفترة دون راحة او حتى قدر من النوم .. وفى تلك اللحظة عرفت اية سر شعورها نحوه
وعندما استعاد احمد وعيه وادراكه التام ليرى تلك النظرة التى كانت بعينين اية .. فلم يجد من كلام ما يقوله
فطال الصمت بينهما وهما يسيران معا جانبا الى جنب على جانب تلك البحيرة حيث التقياه لاول مرة .. فقطعت اية هذا الصمت بسؤالها :- هل ستسافر مرة اخرى ......؟
فرد هو عليها فجاءة :-
.
.
.
لا .......
فبدا عليها الارتياح فجاءة وهى تقول :- حقا ..؟
فبدا عليها الارتباك والخجل حيث اضاف هو :- هل يمكن المرء ان يترك نفسه بعدما وجدها بعد طول بحث ..............
انطلقت تلك العبارة من فمه بعفوية وتلقائية مطلقة وهو ينظر اليها بحنان الدنيا كلها وحبها.. فارتبكت هى وبدا عليها الخجل من تلك الجملة فلم تستطيع الرد باى شئ وقتها..فماذا يمكنها ان تقول بعدها ..؟
فسألها هو فهل يمكنك ان تسمحى لى بذلك ..؟ مرت لحظة ثم اومأت برأسها ايجابا معلنتا عن موافقتها لمشاركتها له طوال حياته والسير معا سويا الى حيث ينتهى الطريق بهم.....
تمت .......